تعتبر أنيميا الخلايا المنجلية أحد أمراض الدم الإنحلالية ذات المنشأ
الوراثى والتى يرجع سببها إلى الإختلالات الجينية التى قد تحدث نتيجة لزواج
الأقارب ، وقد سمى المرض بهذا الإسم حيث أن كرات الدم الحمراء تتغير من شكلها
الدائرى المعروف لتأخذ الشكل الهلالى الشبيه بالمنجل .
ويعانى مريض أنيميا الخلايا المنجلية عادة من الشعور بآلام متفرقة
بالجسم ولاسيما فى الأطراف والعضلات ، وتنشأ تلك الآلام نتيجة لتصلب كرات الدم
الحمراء وتخليها عن المرونة التى تتسم بها ، الأمر الذى يجعلها أكثر مقاومة لسريان
الدم ، مما يجعل هذه الكرات الدموية تعمل على إنسداد الشعرات الدموية الطرفية ، لتسبب
تلك الآلام المتفرقة التى عادة مايعانى منها مريض أنيميا الخلايا المنجلية .
وإستكمالا لما سبق فإن المريض يعانى من تحلل دائم ومستمر للدم ، الأمر
الذى يستلزم تعويضه بإستمرار من خلال نقل الدم بصورة دورية مستمرة ، كذلك وعلى نفس
السياق يعانى المريض من نقص كفاءة الجهاز المناعى ، مما يجعله عرضة للإصابة
بالعديد من الأمراض المختلفة ، فضلا عن تضخم الطحال بصورة لافتة .
وتشير الدراسات الطبية إلى أن مرض أنيميا الخلايا المنجلية ينشأ نتيجة
تزاوج أبوين يحملان الجين الوراثى الخاص بمرض أنيميا الخلايا المنجلية لكن بصورة
متنحية ، ويقصد بكلمة متنحية أن يكون الجين موجود لكن دون أن يؤثر على حامله من
الأبوين ، لكن فى حالة تزاوج الأبوين الحاملين للجين المتنحى ، فإنه طبقا لقوانين
الوراثة تبلغ إحتمالية إصابة أحد الابناء بالمرض 1 : 4 ، ( 1 مريض & 3 أصحاء
منهم 2 حاملين للجين المتنحى و 1 لايحمل هذا الجين من الأساس ) .
ويلاحظ أن أعراض الإصابة بالمرض تظهر خلال الشهور الأولى من عمر الطفل
، حيث يلاحظ شحوب لون البشرة وميلها الدائم إلى التحول للون الأصفر ، كذلك قد تشكو
الأم من بكاء طفلها المستمر نتيجة لآلام الأطراف التى يعانى منها الطفل ، والذى
يظهر فى صورة تورم الأطراف وميلها الدائم إلى الإحتقان والإحمرار .
ويجدر بنا الإشارة إلى أن هذا المرض لاعلاج له حتى لحظة كتابة هذه
السطور ، لكن ينصح بنقل الدم بصورة دورية لتعويض الفاقد المستمر ، وذلك لتخفيف حدة
المرض ، فضلا عن الوقاية من الإصابة بمضاعفاته ، والتى تشمل : السكتات والجلطات
الدماغية ، فضلا عن إضطرابات وظائف القلب والكلى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق